إجتمع الأصدقاء بمنزل أحدهم في ليلة رأس السنة للاحتفال بقدومها، لكن على طريقتهم الخاصة التي تبعث البهجة في قلوبهم وتُشعرهم بدقائق أو ساعات من النشوة البالغة التي يعقبها نوم عميق يمتد لعصر أو مساء اليوم الثاني نظرا لشدة إرهاقهم، وراح كل منهم يتفنن في تناول الحشيش وفق أسلوبه الخاص الذي يحقق له المتعة المنشودة فمنهم من خلط الحشيش مع تبغ سيجارته ثم أشعلها وتناولها بنهم الأسد الجائع وراح يتراقص مع الدخان الأزرق الذي يتطاير منها من فرط البهجة التي انتابته مع أول نفس أطلقه، أما صديقه الآخر فأراد أن يحقق المتعة بشقيها الملموس منها والمعنوي أيضا فقام بخلط الحشيش بقطعة من الحلاوة الطحينية كي يحصل على مذاق طيب وحالة مزاجية مُنعشة، ومنهم من أذاب الحشيش في فنجان القهوة ومنهم من فضل استنشاقه عبر الشم وغيرها وغيرها من الأشكال التي تجلب البهجة.
ورغم اختلاف أساليبهم لكنهم اتفقوا جميعا فيما آلوا إليه بمجرد إفاقتهم من غفوتهم بعد فترة ما طالت أو قصرت حتى وجدوا أنفسهم على بُعد خطوة من الموت بفضل مُخدرهم المفضل “الحشيش“.
1) خدعوك فقالوا الحشيش ليس إدمان:
يتساهل الكثير من مدمني الحشيش في نظرتهم له حيث يعتبرون أن تعاطيه لن يصل بهم إلى مرحلة الإدمان كما يعتقدون أيضا أنه أقل أنواع العقاقير خطورة إذا ما قورن بغيره من أصناف المخدرات الأكثر خطورة وضررا كالهيروين مثلاً، لكن هذه الخرافة ثبت عدم صحتها وذلك حين أكد العالم وين هول أستاذ علم الإدمان في جامعة كنجز كولج المتخصصة في الشأن البحثي أن الحشيش يسبب الإدمان الشديد كما يحمل العديد من المضاعفات الخطيرة على المخ كما أشار هول إلى أن الذين يتعاطون الحشيش تنخفض قدرتهم على التحصيل الدراسي ويتشتت انتباهم ويتدنى أداء وظائفهم وكذلك فقد أثبتت دراسات تابعة لجامعة كوينزلاند الاسترالية أن الحشيش هو المدخل الرئيسي لتعاطي كافة أنواع المخدرات الأشد خطورة لذا ينبغي اتخاذ الخطوات والإجراءات الوقائية اللازمة لعلاج إدمان الحشيش كغيره من أنواع المخدرات الأخرى.
2) المراحل الأربع للوصول للإدمان:
لا يصل متعاطي الحشيش إلى محطة الإدمان إلا بعد مروره بعدة مراحل أخرى أساسية وهي كالتالي:
– مرحلة الشعور بالنشوة:
ينتاب المدمن هذه المشاعر فور تعاطي المادة المُخدرة خلال دقائق معدودة حيث يشعر بحالة من السعادة الوهمية والنشوة الزائفة التي يتخللها بعض الضحكات والاسترسال في العديد من الأفكار والأحلام الوردية.
– مرحلة فقدان التماسك والاتزان:
في هذه المرحلة يفقد المدمن إحساسه بالزمان والمكان ويتصور أنه يعيش في عالم آخر من اختياره وهو فقط من يستطيع أن يحقق من خلاله كل أحلامه الوردية وأمنياته البعيدة كما أنه يفزع من أقل ضجيج يحدث بجواره.
– مرحلة الكيف:
في هذه المرحلة يصل المدمن إلى أقصى درجات السعادة المفتعلة إلى الحد الذي قد يُعجزه عن القيام بأي حركة كما يصاب ببعض الاضطرابات النفسية كانفصام الشخصية والازدواجية وغيرها من الاضطرابات الأخرى.
– مرحلة التدهور الجسدي والنفسي:
في هذه المرحلة تتفاقم الحالة الصحية والنفسية للمدمن حيث يصاب بالهلاوس السمعية والبصرية ويتخيل نفسه وكأنه يخاطب أفراد غير موجودين ومخلوقات أخرى كما يعاني من عدة تقلبات مزاجية كنوبات الضحك غير المبرر وكذلك أحاسيس التعاسة والحزن التي قد تصل إلى درجة البكاء وعند زيادة الجرعة يصاب بالذهان وهو أحد أنواع الجنون.
3) كيف تعرف مدمن الحشيش؟
يظهر على مُتعاطي الحشيش عدة علامات وأعراض مُميزة تطرأ على حالته النفسية والسلوكية والذهنية وإذا ما توفرت لديه فهو في أمس الحاجة للعلاج الفوري ومنها
– إحمرار العينين والرغبة المستمرة في النوم.
– إنخفاض حاد في وزن الجسم وظهور علامات سوء التغذية.
– رعشة في الأطراف وهذه العلامة تعد مؤشر خطير يدل على وصول المتعاطي إلى درجة متأخرة من الإدمان.
– ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز لمدة طويلة.
– الإحساس بالسعادة والنشوة دون سبب واضح.
– عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي.
– تكرار حوادث السير نتيجة عدم التركيز أثناء القيادة.
فكيف السبيل للخروج من هذا الشراك اللعين وكيف يتم علاج مُتعاطي الحشيش هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني بإذن الله تعالى