لا تمضي عليه ليلة يهنأ فيها بنوم هادئ عميق دون أن ينال نصيبا من سماع شجار أبويه الذي يمتد إلى وقت السحر وأحيانا إلى صباح اليوم الثاني، فرغم اعتياده على هذا الأمر منذ نعومة أظفاره إلا أنه قد مل من هذا العبث المُزعج الذي لا طائل منه إلا الجدال العقيم وتعكير صفو حياته، فقرر ذات مرة أن يهجر هذا البيت وإلى أجل غير مسمى طلبا للراحة في أي محيط آخر فلم يجد له مأوى إلا بيت صديقه ورفيق دراسته الجامعية الذي طالما ما ألح عليه أن يقيم معه مرارا وتكرار هربا من جحيم منزله، ولم يكن يقبل ذلك لعلمه بانحراف سلوك رفيقه وخوفه من التأثر به، لكن هذه المرة ذهب إليه بمحض إرادته ناشدا في هذا الانحراف متنفسا لمعاناته، وتمثلت أبرز ملامح هذا الانحراف في تعاطي الأفيون فقد كان البداية الحقيقية لإدمان صديقنا وقد ألِف تعاطيه منذ تناول أول جرعة أفيون أذابها له صديقه في فنجان القهوة، فشعر بنشوة عجيبة وكأنه فوق السحاب وانتابته حالة ضحك هستيري لم يشعر بها من قبل فدفعته تلك الحالة إلى تناول المزيد من الجرعات طلبا للعيش في هذا العالم الافتراضي المبهج ولو لبضع ساعات أو دقائق، لكن لم يطل به هذا المقام إذ بدأت علامات الإدمان في الظهور ومعها تضاعفت معاناته على كافة المستويات الصحية والجسدية والنفسية حتى شحب وجهه ونحل جسده وصار أشبه بحطام إنسان، فما إن رأى صديقه حاله هذا حتى قام بإلقائه في بجوار مقلب قمامة لعله يموت في معزل عنه أو أن يثير حاله شفقة أحدهم فينقله إلى إحدى المستشفيات قبل أن يتخطفه الموت…فما الذي أحدثه هذا المُخدر في حياة هذا الشخص؟..في السطور التالية سنعلم المزيد عن مخدر الأفيون.
1) المخدر الأخطر في عالم المخدرات:
– يعد الأفيون من أكثر المواد المُخدرة خطورة على الإطلاق حيث يعتبر العنصر الرئيسي في تصنيع الهيروين.
– يحتوي الأفيون على العديد من المواد التخديرية المتنوعة وبشكل متدرج من الأقوى إلى الأضعف مثل المورفين ، الكودايين ، الناكوتين ، البابافارين لذا يطلق عليه زعيم عائلة المخدرات على الإطلاق
– يستخرج الأفيون من كبسولة نبات الخشخاش ليخرج على هيئة مادة لبنية لزجة تبدأ في التجمد بمجرد تعرضها للهواء وبعد أن يتم استخراجه وتهيئته لتصنيع المخدرات يتم تداوله في الأسواق على هيئة قوالب أو عصي أو أقماع.
– تكمن خطورة الأفيون في أنه يعمل على تغيير الإشارات الطبيعية التي يصدرها الجهاز العصبي للجسم حيث يؤثر على المستقبلات الموجودة على سطح الأعصاب وجميع أجهزة الجسم بدءا من الجهاز العصبي مرورا بالجهاز التنفسي وانتهاء بالجهاز الهضمي فيحدث العديد من الأضرار الصحية خاصة في ظل ازدياد الجرعة.
2) كيف يتم تعاطي مُخدر الأفيون؟
تتعدد الطرق التي يتعاطي بها المدمنون مُخدر الأفيون حيث تشمل الآتي:
– توضع قطعة الأفيون الصغيرة في الفم وتمتص حتى تذوب ولا تبلع كاملة وتسمى هذه الطريقة بالاستحلاب أو المص
– تذاب قطعة الأفيون في فنجان القهوة أو تُشرب مع القهوة.
– يتم مزج الأفيون مع الحشيش وتدخينه مع الجوزة.
– يذاب الأفيون في ماء مقطر ويحقن تحت الجلد
3) ما هي العلامات التي تميز مدمن الأفيون عن غيره؟
يظهر على مدمن الأفيون العديد من الأعراض التي تشير إلى إدمانه هذا المخدر ومنها:
– إنخفاض درجة حرارة الجسم حيث يؤثر تعاطي الأفيون على مراكز توليد الحرارة بالجسم
– ضيق بحدقة العين إضافة إلى وجود التهابات واحمرار بملتحمة العين
– الشعور بالقئ والغثيان وزيادة إفرازات اللعاب.
– شحوب الوجه وازرقاق الشفتين.
– التعرق الشديد وظهور طفح جلدي مع الرغبة الشديدة في حك الجلد.
فما هي الأضرار التي يحدثها هذا المخدر؟ وكيف السبيل للتخلص من هذا الإدمان هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني من هذا المقال.